فوضى عارمة في مدينة الفاشر السودانية، وسط تداول فيديوهات توثق عمليات قتل ميداني وتعذيب للمدنيين العزل قبل تصفيتهم، من قبل عناصر الدعم السريع المدعومة من الإمارات.
وبرر رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، اليوم الاثنين، سبب الانسحاب من مدينة الفاشر، مؤكدا أن ذلك الانسحاب كان ضروريا، وأن قواته ستقتص لأهالي الفاشر.
قتل ميداني في الفاشر
وأضاف البرهان في كلمة له أن الشعب السوداني سيحاسب المجرمين، وأن قواته المسلحة ستنتصر، وتستطيع قلب الطاولة على ميليشيات التمرد.
وقال البرهان "الخزي والعار والهزيمة لكل من يصطف مع ميليشيات التمرد".
وتابع رئيس مجلس السيادة السوداني "سنستعيد كل أراضي السودان، وعازمون على النصر والقضاء على التمرد".
ماهذا الجنون
— فرح ابنة'ة أيمن🦌 (@frhelrby) October 25, 2025
تخيل شبابً خرجوا من مدينة الفاشر المحاصرة، التي يموت أهلها جوعًا، بحثًا عن لقمة تسد رمق اولادهم،فعادوا بكيس طحين وعدس ومكرونه فاعدمهم الدعم السريع
متخيل! تكلموا عن أهل السودان الطيبين والله سنسال
حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/966ZM0iNuH
من جهته ندد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الاثنين، بهجوم استهدف المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل بشكل جزئي في مدينة الفاشر السودانية، داعيا إلى وضع حد فوري للعمليات العسكرية.
هجمات تستهدف المستشفيات
وأوضح تيدروس أدانوم غيبريسوس عبر منصة إكس، أن قسم الأطفال في المستشفى السعودي "تعرض أمس لهجوم جديد.
ووقا للمعلومات المتداولة، قُتلت ممرضة وأصيب ثلاثة ممرضين آخرين"، مضيفا أن انقطاع الاتصالات "يمنعنا من التحقق من تطور الوضع في المستشفى ومحيطه".
من جهته، حذّر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الاثنين من أن مدينة الفاشر السودانية في "وضع حرج للغاية"، مع تزايد خطر "الانتهاكات والفظائع ذات الدوافع الإثنية" بعد إعلان قوات الدعم السريع سيطرتها عليها.
انتهاكات وفظائع واسعة النطاق
وتابع فولكر تورك في بيان إن "خطر وقوع انتهاكات وفظائع واسعة النطاق بدوافع إثنية في الفاشر يتزايد يوما بعد يوم"، داعيا إلى "تحرك عاجل وملموس لضمان حماية المدنيين وتأمين ممرات آمنة للراغبين في الفرار إلى مناطق أكثر أمنا".
شيئ ممايحدث في #السودان
— سوار الذهب (@SwarAlDahab) October 27, 2025
بعد حصار وتجويع استمر لعامين ، هذا واقع إنسان الفاشر المحاصر pic.twitter.com/EvItmDEAhm
بدوره، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن مكتبه تلقى تقارير عن عمليات إعدام ميداني بحق مدنيين حاولوا الفرار، مع وجود أدلة تشير إلى دوافع إثنية وعرقية وقتل بدم بارد وتعذيب للمدنيين قبل قتلهم.
وتحدث عن محتوى عدة مقاطع فيديو تُظهر "عشرات الرجال العُزّل مقتولين بالرصاص أو ممددين على الأرض"، محاطين بعناصر من قوات الدعم السريع يتهمونهم بالقتال في صفوف الجيش السوداني.
اعتقال المئات بينهم صحفيين
كما أشار تورك إلى معلومات تفيد باعتقال مئات الأشخاص أثناء محاولتهم الفرار، بينهم صحافي.
وحذر المفوض الأممي من أنه "بالنظر إلى الحقائق الماضية" في شمال دارفور، فإن "خطر العنف الجنسي، وخصوصا ضد النساء والفتيات، مرتفع جدا".
مشاهد صادمة تفيض بالعنف من مدينة الفاشر السودانية.. عناصر من قوات "الدعم السريع" تنفذ عمليات إعدام ميداني واسعة#الجزيرة_رقمي pic.twitter.com/CMXUlcKa92
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 27, 2025
كذلك أكد أن العديد من المدنيين، بينهم متطوعون إنسانيون محليون، لقوا حتفهم نتيجة قصف مدفعي كثيف في الفترة من 22 إلى 26 أكتوبر.
وأكدت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنها تلقت تقارير عن نقص حاد في الغذاء وارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى إعدام عناصر من قوات الدعم السريع خمسة رجال في شكل تعسفي، كانوا يحاولون إيصال الطعام إلى الفاشر.
إعدام ميداني في مدينة بارا بكردفان
كما سُجِّلت عمليات إعدام ميداني لمدنيين على يد مسلحين في مدينة بارا الواقعة في ولاية شمال كردفان، في غرب السودان.
أعوذ بالله من قهر الرجال
— Sudan Trend 🇸🇩 (@SudanTrends) October 27, 2025
لا حول ولا قوة الا بالله اللهم ارني فيهم عجائب قدرتك#الامارات_تقتل_السودانيين#الفاشر_تباد pic.twitter.com/ut2MQ0Cwag
وشدّد تورك على ضرورة أن تتخذ قوات الدعم السريع "خطوات ملموسة بشكل عاجل لوضع حدّ للانتهاكات ضد المدنيين في الفاشر وبارا، بما في ذلك العنف بدوافع إثنية والأعمال الانتقامية".
وتابع "أُذكِّر قادة قوات الدعم السريع بواجبهم بموجب القانون الإنساني الدولي لجهة ضمان حماية المدنيين وإيصال الإمدادات الأساسية والمساعدات الإنسانية".
ولفت تورك أن القانون الدولي يحظر العنف ضد غير المشاركين في الأعمال العدائية، ويحظر استخدام التجويع كسلاح حرب.
وصول المئات من النازحين من مدينة #الفاشر إلى منطقة طويلة بولاية شمال دارفور غرب البلاد، في ظل تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع#فيديو pic.twitter.com/Oe7aYjk0W9
— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 27, 2025