بعد الضربات الأمريكية لـ إيران.. أسعار النفط تقفز لأعلى مستوى في 5 أشهر

قفزت أسعار النفط، لأعلى مستوى، اليوم الاثنين، بعدما شنّت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاثة من المواقع النووية الرئيسية في إيران، وسط تهديدات بمزيد من الهجمات، وهو أعلى ارتفاع للنفط منذ يناير الماضي بعد الضربات الامريكية.

اسعار النفط عالميا بعد الضربة الامريكة لإيران


وبحلول الساعة 08:06 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 72 سنتا أو 0.93% لتبلغ 77.73 دولار للبرميل، وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 71 سنتا أو 0.96 %،إلى 74.55 دولار.

ارتفاع العقود الآجلة للنفط

وقفزت العقود الآجلة لخام برنت وكذلك خام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 3% في وقت سابق من الجلسة إلى 81.40 دولار و78.40 دولار للبرميل على الترتيب، وهي أعلى مستويات في خمسة أشهر، قبل التخلي عن بعض المكاسب.

وعند الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 0.87 دولار أو 1.15% لتبلغ 76.35 دولار للبرميل. وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 0.88 دولار أو 1.20% لتصل إلى 74.71 دولار.

اقرا ايضا:

لأول مرة.. صندوق الاستثمارات السعودي يؤسس برنامج الأوراق التجارية

وقفز خام برنت، في مطلع تعاملات اليوم الاثنين، بنسبة وصلت إلى 5.7% ليبلغ 81.40 دولار للبرميل، مواصلاً مكاسبه الممتدة منذ ثلاثة أسابيع، قبل أن يتخلى عن بعض المكاسب.

وفي خطاب ألقاه خلال عطلة نهاية الأسبوع، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الهجمات الجوية "دمرت بالكامل" الأهداف الثلاثة، مهددًا بمزيد من العمل العسكري في حال لم تبادر إيران إلى السلام. من جانبها، حذّرت طهران من أن الضربات ستؤدي إلى "عواقب أبدية".

توقعات باستمرار ارتفاع النفط

وقالت سوجاندا ساشديفا، مؤسسة شركة إس.إس ويلث ستريت للأبحاث في نيودلهي "يُشكل التصعيد الجيوسياسي الحالي محفزا أساسيا لارتفاع أسعار خام برنت، وربما الاتجاه إلى تسجيل سعر 100 دولار للبرميل، مع تزايد احتمالية الوصول إلى 120 دولارا للبرميل".

اقرا ايضا:

تعافي أسواق الأسهم الخليجية.. وارتفاع مؤشر السوق السعودية قرب 10700 نقطة

ورفع الهجوم الأميركي الذي استهدف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان، من مستوى التوتر في الأسواق، وأدى إلى زيادة كبيرة في هامش المخاطر الذي يحتسبه المتداولون في سوق الطاقة العالمية. وستعتمد مكاسب الأسعار على طبيعة الرد الإيراني المتوقع على هذه الخطوة، وفقا لتقرير نشرته وكالة "بلومبرغ".

المواجهة بين إيران وإسرائيل

ومنذ أن بدأت إسرائيل هجماتها على إيران قبل أكثر من أسبوع، تعيش أسواق النفط العالمية حالة من الترقب والقلق، إذ ارتفعت العقود الآجلة، وقفزت أحجام التداول في خيارات النفط، كما ارتفعت أسعار الشحن، وتحوّلت منحنيات العقود الآجلة لتعكس التوترات بشأن نقص محتمل في الإمدادات على المدى القصير.

ويُنتج الشرق الأوسط ما يقرب من ثلث الإنتاج العالمي من النفط الخام، وأي ارتفاع مطوّل في الأسعار من شأنه أن يعزز الضغوط التضخمية عالميًا.

وقال سول كافونيك، محلل الطاقة في "MST Marquee"، إن "هذا التصعيد قد يدفعنا إلى طريق يؤدي إلى بلوغ أسعار النفط 100 دولار، إذا ردّت إيران بالطريقة التي سبق أن هددت بها. هذا الهجوم الأميركي قد يشعل فتيل تصعيد أوسع للصراع".

اقرا ايضا:

أيهما أكثر تقدما مصر أم السعودية؟ نقاط القوة في كل دولة بالتزامن مع زيارة ترامب

وتتمثل أكبر المخاطر في إمكانية إقدام طهران على إغلاق مضيق هرمز، في حال قررت الرد بشكل مباشر، وهو الممر البحري الضيق الذي يعبر من خلاله نحو خُمس صادرات النفط العالمية. وقد دعا البرلمان الإيراني إلى إغلاق المضيق، بحسب ما نقلته وسائل إعلام رسمية، إلا أن تنفيذ هذا القرار يتطلب موافقة صريحة من المرشد الأعلى علي خامنئي.

مخاوف من الهجمات بالبحر الأحمر

كما قد تشجع إيران حلفاءها، مثل الحوثيين في اليمن، على شن هجمات بحرية في البحر الأحمر، وهو ما تم التهديد به بعد الهجمات الأميركية.

وفي حال تصاعد الصراع، فإن البنية التحتية النفطية داخل إيران نفسها، خاصة جزيرة خرج التي تُعد مركزًا رئيسيًا لتصدير النفط الإيراني، قد تكون في مرمى الاستهداف. غير أن مثل هذا التحرك سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع كبير في الأسعار، وهو ما قد تحرص الولايات المتحدة على تجنبه. وتشير صور الأقمار الاصطناعية حتى الآن إلى أن إيران تسعى لتسريع وتيرة صادراتها النفطية.

ومن المتوقع أن تُسلّط الأزمة الضوء على منظمة أوبك وحلفائها ومن بينهم روسيا، حيث عملت المجموعة في الأشهر الأخيرة على تقليص قيود الإنتاج بوتيرة متسارعة لاستعادة حصص السوق. ومع ذلك، لا تزال لدى أعضاء "أوبك+" طاقات إنتاجية احتياطية يمكن تفعيلها إذا دعت الحاجة.

تهديد ايران بإغلاق مضيق هرمز

ويتوقع المتعاملون في السوق المزيد من الارتفاع في الأسعار وسط مخاوف متزايدة من أن يشمل الانتقام الإيراني إغلاق مضيق هرمز الذي يتدفق عبره خُمس إمدادات الخام العالمية تقريبا، بحسب رويترز.

اقرا ايضا:

الكساد الأعظم قادم عالميا وهذه فرصتك للثراء.. بادر بخطوات عملية ولا تنتظر!

وذكرت قناة (برس تي.في) الإيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إجراء لإغلاق المضيق. وكانت إيران هددت في الماضي بإغلاق المضيق لكنها لم تنفذ هذه الخطوة قط.

وقالت جون جو، كبيرة المحللين لدى شركة سبارتا كوموديتيز "مخاطر تضرر البنية التحتية النفطية.. تفاقمت".

وأضافت أنه على الرغم من وجود طرق بديلة عبر خطوط الأنابيب خارج المنطقة، فسيظل هناك كمية من النفط الخام لا يمكن تصديرها بالكامل إذا أصبح مضيق هرمز مغلقا. وأضافت أنه سيتزايد بقاء شركات الشحن بعيدا عن المنطقة.

وقال بنك غولدمان ساكس في تقرير صدر أمس الأحد إن خام برنت قد يصل إلى ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر، وإذ ظلت منخفضة بنسبة 10% خلال 11 شهرا التالية.

حوافز لمنع انقطاع ضخ النفط

ولا يزال البنك يفترض عدم وجود اضطراب كبير في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، وإضافة حوافز عالمية لمحاولة منع حدوث انقطاع مستمر وضخم.

اقرا ايضا:

الداخلية السعودية تحذر: غرامة مالية تصل إلى 50,000 ريال في هذه الحالة.. ما علاقة الاستقدام؟!

ارتفع خام برنت 13% منذ بدء الصراع في 13 يونيو، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنحو 10%.

وقال محللون إنه من غير المرجح أن تستمر علاوة المخاطر الجيوسياسية الحالية دون اضطراب ملموس في الإمدادات.

أحدث أقدم