الكثير يرغب في ترك الوظيفة والاتجاه للعمل الحر، ولكن القرار ربما يكون من أصعب ما يكون خاصة في منطقتنا العربية بسبب قلة الفرص وندرة الموارد لاسيما في بعض البلدان الفقيرة.
وهنا وجهت جين غلانتز، رائدة أعمال تبلغ من العمر 37 عامًا، تجربتها الخاصة، حيث قررت ترك الوظيفة التقليدية في عام 2015 بعد تسريحها من عملها في القطاع الخاص، لتبدأ رحلة غير تقليدية نحو ريادة الأعمال.
مشورع فريد لكسب المال
ونحن لا ندعو هنا لتقليد جين غلانتز، فالظروف قد تكون مختلفة والفرص والتجارب مختلفة أيضا، فلا تترك الوظيفة دون أن يكون هناك بديل حتى لا ترجع وتعض أصابع الندم.
وتفصيلا، نعود لقصة غلانتز حيث أنشأت، مشروعًا فريدًا تحت اسم Bridesmaid for Hire (وصيفة للإيجار)، وهو مشروع يقدم خدمات مبتكرة تتضمن تأجير وصيفات الشرف، ومساعدات يوم الزفاف، وكتابة الخُطب والعهود، وغيرها من الخدمات المرتبطة بحفلات الزفاف.
اقرا ايضا:
قانون الايجار القديم وتفاصيل قيمة الزيادة في الإيجارات
جين غلانتز تقول عن تجربتها: "تحولت من وظيفة مكتبية من التاسعة صباحًا إلى الخامسة مساءً، إلى عمل يتطلب أكثر من 70 ساعة أسبوعيًا، كنت أعمل منفردة وأتنقل في أنحاء البلاد"، وفقا لتقرير نشرته شبكة "CNBC" الأميركية.
حياة جين تغيرت تماما، بعد إنجابها طفلتها الأولى عام 2023. فالأمومة دفعتها لإعادة التفكير في طريقة إدارة وقتها وعملها. وبدلاً من الاستمرار في استنزاف وقتها، قررت التركيز على تحقيق دخل سلبي عبر بيع منتجات رقمية وأدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي وروابط تسويقية بالعمولة.
الدخل السلبي هو الدخل الذي يتدفق بشكل منتظم دون الحاجة إلى مشاركة فعلية أو مستمرة من الشخص الذي يحصل عليه. بعبارة أخرى، هو الدخل الذي لا يتطلب بذل مجهود كبير للحصول عليه أو الحفاظ عليه.
نصائح لبدء مشروع جانبي
وتقول جين غلانتز: "اليوم أحقق نحو 6300 دولار شهرياً من الدخل السلبي، من دون الحاجة للعمل لساعات طويلة كما في السابق"، وهذه نصائح "غلانتز" لبدء مشروع جانبي يُدرّ دخلاً سلبياً:
استفد من الموارد التي تملكها بالفعل
عندما لاحظت غلانتز أن موقعها الإلكتروني يجذب نحو 40 ألف زائر شهريًا، بدأت في تحقيق الدخل من خلال الإعلانات وروابط التسويق بالعمولة. وتنصح بمراجعة ما لديك: هل تملك جمهورًا على وسائل التواصل؟ قائمة بريدية؟ مهارة يطلبها المحيطون بك؟ ابدأ من هناك - لأن البناء على ما تملكه أسرع وأكثر فعالية من البدء من الصفر.
اقرا ايضا:
قصة نجاح ملهمة.. منصة ناوي المصرية تجمع 52 مليون دولار خلال أيام
ادرس واستمع إلى جمهورك
تقول غلانتز إنها أنفقت مئات الدولارات وأكثر من 20 ساعة لبناء دورة تدريبية لم يشترها أحد. ببساطة، لم يكن هناك اهتمام كافٍ بالموضوع. ولذلك، فهي الآن تختبر أي فكرة أولاً عبر محتوى يتضمن كلمات مفتاحية وتشاركه مع متابعيها لقياس مدى التفاعل. تعرف على جمهورك جيدًا، وافهم ما يحتاجونه — لا تفترض فقط.
تحول إلى منتجات قابلة للتوسع
كانت غلانتز تقضي 5 إلى 6 ساعات في كتابة خطاب زفاف واحد، وهو أمر غير مستدام مع متطلبات الأمومة. فقررت تطوير أداة ذكاء اصطناعي تكتب خطب الزواج والعهود استناداً إلى أكثر من 200 خطاب سبق أن كتبته. الأداة توفر الخدمة بجودة عالية وسعر منخفض (35 دولارًا بدلاً من 397 دولارًا). وبذلك، تحولت من بيع وقتها إلى بيع منتج يمكن بيعه بلا حدود.
أعِد توظيف خبراتك بذكاء
ترفض غلانتز فكرة "البقاء في نفس التخصص مدى الحياة"، بل قامت مؤخرًا بتعديل أداة كتابة خطب الزفاف لتناسب خطابات التخرج والرثاء، من دون الحاجة لتأسيس مشروع جديد بالكامل. بهذا الأسلوب، يمكن بناء عدة مصادر دخل سلبي من منتج واحد فقط.
اقرا ايضا:
الكساد الأعظم قادم عالميا وهذه فرصتك للثراء.. بادر بخطوات عملية ولا تنتظر!
ضع حدودًا زمنية صارمة
اعتقدت غلانتز سابقاً أن النجاح يتطلب العمل 24/7، لكنها اكتشفت أن هذا يؤدي إلى الإرهاق وتراجع الإنتاجية. الآن، لا تعمل أكثر من 20 إلى 25 ساعة أسبوعيًا، ولا تجري مكالمات هاتفية إلا في يوم محدد، ولفترة لا تتجاوز 15 دقيقة للمكالمة الواحدة. وتوضح: "قصر الوقت المتاح أجبرني على التركيز على المهام التي تُحقق نتائج فعلية، بدل الانشغال بأنشطة تستهلك الوقت دون فائدة".
وأخيرا، تؤكد جين غلانتز أنها في ثلث ساعات العمل السابقة ما كانت تنجزه في الأسبوع بأكمله، بل وتحقق دخلًا أكبر وحرية أكبر مع أسرتها.
اقرا ايضا: