يجب على كل مسلم أنعم الله عليه بنعمة الإسلام أن يتعهد القرآن الكريم بالقراءة أو الاستماع، بين الحين والآخر، وألا يغفل عن ذلك، فالقرآن الكريم، أنزله الله لقرائته والعمل بما فيه.
وورد في سؤال بشأن المقصود بـ هجر القرآن، "هل هجر القرآن فوق ثلاثة أيام محرم؟".
حكم هجر القرآن الكريم
وأجاب موقع الشيخ ابن باز رحمه الله على السؤال: "لا ما هو محرم، هجر القرآن عدم العمل به، هجره عدم العمل به، أما القراءة لو ما تقرأ إلا في الشهر مرة أو في الشهر مرتين أو في السنة مرة أو مرتين ما هو بهجر ما يسمى هجر، الهجر: عدم العمل، أما القراءة سنة، كونه يقرأ القرآن كل يوم، أو كل أسبوع، أو كل شهر، أو كل شهرين، الحمد لله كله سنة.
اقرا ايضا:
هل يجوز قراءة القرآن من الهاتف بغير وضوء؟ (فيديو)
وجاء في موقع الإسلام سؤال وجواب والمشرف عليه الشيخ محمد صالح المنجد ردا على سؤال : " ما حكم هجر القرآن ، وكم من الوقت حتى يعتبر الفرد هاجرا للقرآن ؛ لأني سمعت أحد الإخوة يقول ثلاثة أيام ؟".
وجاء في الجواب: "الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
قراءة القرآن من أفضل القربات عند الله عز وجل ، لما فيها من التقرب إليه سبحانه بكلامه الذي أنزله هداية للبشرية إلى سعادة الدنيا والآخرة ، ولذلك وردت أدلة كثيرة تحث على تلاوة القرآن الكريم ، وتبين الأجر العظيم الذي يناله القارئ والحافظ ، وفي موقعنا الكثير من الفتاوى التي تقرر ذلك ، يمكن مراجعتها في قسم ( فضائل القرآن )
أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله
قال ابن رجب رحمه الله :
" ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل : كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم .
قال خباب بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله ما استطعت ، واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه .
وفي " الترمذي " عن أبي أمامة مرفوعا : ( ما تقرب العباد إلى الله بمثل ما خرج منه ) يعني القرآن – رواه الترمذي (2911) وقال : حديث غريب ، وضعفه الألباني -.
لا شيء عند المحبين أحلى من كلام محبوبهم ، فهو لذة قلوبهم ، وغاية مطلوبهم .
قال عثمان : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
وقال ابن مسعود : من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله .
اقرا ايضا:
حكم تخصيص يوم الجمعة لقراءة سورة الكهف.. وفضل قراءتها في سائر الأيام (فيديو)
قال بعض العارفين لمريد : أتحفظ القرآن ؟ قال : لا ، فقال : واغوثاه بالله ! مريد لا يحفظ القرآن !! فبم يتنعم ؟! فبم يترنم ؟! فبم يناجي ربه عز وجل " انتهى من " جامع العلوم والحكم " (ص/364) .
غير أن ذلك لا يعني وجوب تلاوة القرآن في كل وقت وحين ، ولا يلزم منه القول بأن مَن لم يقرأ مِن القرآن شيئا مدة معينة ، أنه مستحق للإثم والعقوبة ، وذلك لسببين :
1- ليس في الكتاب والسنة ما يدل على أن قراءة القرآن الكريم فرض واجب على كل مسلم في كل ثلاثة أيام أو في كل شهر ، وما ورد من بيان فضيلة الإكثار من التلاوة لا يدل على الوجوب كما هو معلوم في علوم الدلالات في أصول الفقه .
2- ولم نجد في كلام أهل العلم من الفقهاء والمفسرين والمحدثين والشراح من ينص منهم على فرضية تلاوة القرآن على كل مسلم ومسلمة ، وأنه من لم يفعل ذلك – خلال مدة محددة – فقد ناله من الإثم نصيب ، وإنما نصوا على كراهة تفريط القارئ في شأن تلاوته وختمه حتى يمر عليه أكثر من شهر ، أو أكثر من أربعين يوما ، وهو لم يختم القرآن .
التأخر في ختم القرآن
قال ابن قدامة رحمه الله :
" يكره أن يؤخر ختمة القرآن أكثر من أربعين يوما...وقال أحمد : أكثر ما سمعت أن يختم القرآن في أربعين . ولأن تأخيره أكثر من ذلك يفضي إلى نسيان القرآن والتهاون به ، فكان ما ذكرنا أولى ، وهذا إذا لم يكن له عذر ، فأما مع العذر فواسع له " انتهى من " المغني " (1/459)، وانظر : " الموسوعة الفقهية " (33/58-59) .
وبعضهم صرح بأن التشديد في هذا الباب إنما هو في حق الحافظ للقرآن ، لأنه يخشى عليه أن يضيع ما معه إذا فرط في تلاوته وختمه .
قال ابن عابدين رحمه الله : "ينبغي لحافظ القرآن في كل أربعين يوما أن يختم مرة " انتهى من" الدر المختار " (6/757) .
لكننا مع ذلك يقال: إن من غير اللائق بالمسلم - الذي أكرمه الله بهذا الدين العظيم وأنزل إليه مكرمة إلهية فيها الهداية والنور - أن يخلي أيامه من التأمل فيه ، والتفكر في معانيه ، وتلاوة آياته ، والمرور على حكمه ومواعظه ، ولا شك من لم يفعل ذلك فهو المحروم .
والله أعلم .
اقرا ايضا:
إمام الحرم المكي: احذروا التشاؤم وسبّ الأوقات.. واعتبروا بمرور الأيام فالسعيد من اعتبر