حالة من الحزن في مصر خاصة في صعيد البلاد، بعد وفاة 4 أطفال أشقاء في محافظة المنيا بصعيد مصر، خلال الايام الماضية، فيما انتشرت أنباء عن أن أسباب الوفاة هي الإصابة بالالتهاب السحائي.
وكانت الشرطة قد تلقت بلاغ من مستشفى ديرمواس المركزي بدخول أربعة حالات أطفال بحمى شديدة وصداع، وتيبس الرقبة، والتهيج، والقيء، والحساسية، وتوفي على إثرها 4 أطفال أشقاء وهم ريم ناصر، "10 سنوات"، وعمر ناصر، "7 سنوات"، ومحمد ناصر، "11 سنة، وشقيقهم الرابع أحمد ناصر "5 سنوات".
تحذير من خطورة الالتهاب السحائي
وفيما لم تحدد سبب الوفاة بعد، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر تحذيرات من انتشار مرض الالتهاب السحائي بين الأطفال.
بدورها، أصدرت وزارة الصحة المصرية بيانا، اليوم الأحد، نفت خلاله أن تكون الإصابة بالالتهاب السحائي هي سبب وفاة الأشقاء الأربعة، مؤكدة أن الأمر مجرد إشاعة لا أساس لها من الصحة.
بيان وزارة الصحة المصرية
وأوضح بيان الصحة المصرية، أنه لا يوجد دليل طبي يدعم حدوث الوفيات في توقيت واحد في الأمراض المعدية، كما أكد أنه في حالات التفشي الأسري، تكون الوفيات متقاربة زمنيًا (ضمن أيام)، وليست متطابقة في يوم واحد مثلما حدث في هذه الواقعة.
اقرا ايضا:
في الصيف.. أخطاء يومية قد تسبب التسمم الغذائي
كما أضافت الصحة أن استجابة الأجسام للعدوى تختلف حسب العمر، المناعة، والعبء الفيروسي، مما يجعل الوفاة في توقيت واحد لـ4 أشقاء غير منطقية طبيًا.
وقالت الصحة المصرية، إن مرض الالتهاب السحائي، هو مرض ينتج عن التهاب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي (السحايا)، وقد يكون ناتجًا عن ميكروبات (بكتيريا، وفيروسات، وفطريات، أو طفيليات)، أو لأسباب غير ميكروبية مثل (الأورام، والأدوية، والعمليات الجراحية، أو الحوادث).
ما هو مر الالتهاب السحائي
الالتهاب السحائي (Meningitis) هو التهاب يصيب الأغشية الواقية المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي، وتسمى هذه الأغشية "السحايا". تُعد هذه الحالة خطيرة وتتطلب رعاية طبية عاجلة، حيث يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.
أنواع الالتهاب السحائي وأسبابه:
يوجد عدة أنواع من الالتهاب السحائي، تختلف باختلاف السبب الكامن وراء الالتهاب:
التهاب السحايا البكتيري (Bacterial Meningitis):
الأسباب: يُعد الأخطر بين الأنواع، وتسببه أنواع مختلفة من البكتيريا التي قد تدخل مجرى الدم وتنتقل إلى الدماغ والحبل الشوكي، أو تصيب السحايا مباشرة.
المكورات السحائية (Neisseria meningitidis): شائعة وتنتشر بسرعة في الأماكن المزدحمة.
المكورات الرئوية (Streptococcus pneumoniae): سبب شائع لالتهاب السحايا، خاصة عند الرضع والأطفال الصغار وكبار السن.
المستدمية النزلية من النوع "ب" (Haemophilus influenzae type b - Hib): كانت سببًا رئيسيًا لالتهاب السحايا عند الأطفال قبل توفر اللقاح.
بكتيريا المجموعة "ب" العقدية (Group B Streptococcus): يمكن أن تنتقل من الأم إلى الطفل أثناء الولادة وتسبب التهاب السحايا عند حديثي الولادة.
الليستيريا المستوحدة (Listeria monocytogenes): قد توجد في بعض الأطعمة الملوثة وتصيب الرضع وكبار السن والأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
خطورة مرض الالتهاب السحائي:
يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الدماغ، فقدان السمع، الصرع، أو حتى الوفاة بسرعة.
التهاب السحايا الفيروسي (Viral Meningitis):
الأسباب: هو النوع الأكثر شيوعًا والأقل خطورة، وينتج عن عدوى فيروسية.
الفيروسات المعوية (Enteroviruses): السبب الأكثر شيوعًا.
فيروس الهربس البسيط (Herpes simplex virus).
فيروس النكاف (Mumps virus).
فيروس الحصبة (Measles virus).
فيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
فيروس غرب النيل.
الخطورة: عادة ما يكون أقل شدة ويشفى غالبًا من تلقاء نفسه خلال أسابيع قليلة، لكن قد يتطلب علاجًا داعمًا.
التهاب السحايا الفطري (Fungal Meningitis):
الأسباب: ينتج عن استنشاق جراثيم فطرية موجودة في التربة أو فضلات الطيور. لا ينتقل من شخص لآخر.
الخطورة: عادة ما يصيب الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مثل مرضى الإيدز، وقد يكون مهددًا للحياة إذا لم يُعالج.
اقرا ايضا:
دراسة تحذر: هذه المادة تزيد النسيان لدى الأطفال
التهاب السحايا غير المعدي (Non-infectious Meningitis):
الأسباب: قد يكون ناتجًا عن حالات أخرى مثل:
أمراض المناعة الذاتية (مثل الذئبة الحمراء).
بعض أنواع السرطان التي تنتشر إلى السحايا.
إصابات الرأس أو جراحة الدماغ.
بعض الأدوية (مثل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية).
أعراض الالتهاب السحائي:
تتشابه الأعراض الأولية للالتهاب السحائي مع أعراض الإنفلونزا، ولكنها تتفاقم بسرعة. تشمل الأعراض الشائعة لدى البالغين والأطفال الأكبر سنًا:
ارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة (حمى).
صداع شديد.
تيبس الرقبة (صعوبة في ثني الرأس نحو الصدر).
الغثيان والقيء.
الحساسية للضوء (رهاب الضوء).
الارتباك أو تغير في الحالة العقلية.
النعاس الشديد وصعوبة الاستيقاظ.
الطفح الجلدي (خاصة في التهاب السحايا بالمكورات السحائية، ويظهر على شكل بقع حمراء أو أرجوانية صغيرة).
النوبات (الصرع).
الأعراض عند الرضع وحديثي الولادة:
قد تختلف الأعراض عند الرضع وقد تكون أقل تحديدًا، وتشمل:
ارتفاع أو انخفاض درجة الحرارة.
التهيج أو النزق (صعوبة تهدئة الطفل).
ضعف البكاء أو البكاء المستمر.
قلة النشاط أو الخمول.
صعوبة في الرضاعة أو رفض الطعام.
انتفاخ اليافوخ (البقعة اللينة في رأس الرضيع).
التقيؤ.
تشخيص مرض الالتهاب السحائي:
عادة ما يتم تشخيص الالتهاب السحائي بناءً على الأعراض والفحص السريري، ويتم تأكيد التشخيص عن طريق:
البزل القطني (Lumbar Puncture/Spinal Tap): يتم سحب عينة من السائل الدماغي الشوكي (CSF) لتحليلها وتحديد ما إذا كان هناك عدوى وأي نوع من الكائنات الحية الدقيقة يسببها.
فحوصات الدم.
التصوير (الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي للدماغ) في بعض الحالات.
علاج مرض الالتهاب السحائي:
يعتمد العلاج على نوع الالتهاب السحائي:
التهاب السحايا البكتيري:
يتطلب علاجًا طارئًا بالمضادات الحيوية عن طريق الوريد.
قد تُعطى الكورتيكوستيرويدات لتقليل التورم في الدماغ والمساعدة في منع بعض المضاعفات مثل فقدان السمع.
قد يحتاج المريض إلى دخول المستشفى والرعاية المكثفة.
التهاب السحايا الفيروسي:
عادة ما يكون علاجه داعمًا، حيث يشفى الفيروس من تلقاء نفسه.
يشمل العلاج الراحة في الفراش، وشرب السوائل، وتناول مسكنات الألم لتقليل الحمى والصداع.
في بعض الحالات، قد تُستخدم الأدوية المضادة للفيروسات (خاصة إذا كان السبب فيروس الهربس).
التهاب السحايا الفطري:
يُعالج بالأدوية المضادة للفطريات عن طريق الوريد لفترة طويلة.
التهاب السحايا غير المعدي:
يعتمد العلاج على السبب الأساسي.
الوقاية من الالتهاب السحائي:
اللقاحات: تتوفر لقاحات للوقاية من بعض أنواع الالتهاب السحائي البكتيري (مثل لقاح المكورات السحائية، لقاح المكورات الرئوية، ولقاح المستدمية النزلية من النوع "ب").
النظافة الجيدة: غسل اليدين بانتظام، خاصة بعد السعال أو العطس.
تجنب مشاركة الأدوات الشخصية.
علاج الأمراض المزمنة: خاصة التي تضعف الجهاز المناعي.
يُعد الالتهاب السحائي حالة طارئة، وأي اشتباه في الإصابة به يتطلب مراجعة طبية فورية.
اقرا ايضا: