يكثُر هذه الأيام الحلف بالله عز وجل، لاسيما في الأسواق وعمليات البيع والشراء والمعاملات بين الناس، ويكثر البائع وحتى المشتري بالحلف بالله صدقا وكذبا ليثبت كل منهم أنه على حق، فما حكم ذلك؟
حكم الإكثار من الحلف بالله
ونجيب على هذا السؤال كما ورد في موقع الشيخ ابن باز رحمه الله، حيث قال: "ينبغي عدم الإكثار من الحلف، ولو كنت صادقًا، لقول الله سبحانه وتعالى وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة:89]، وقوله ﷺ: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم أشيمط زان وعائل مستكبر ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه.
وكانت العرب تمدح بقلة الأيمان، كما قال الشاعر:
قليل الألايا حافظ ليمينه إذا صدرت منه الألية برت
والألية: هي اليمين.
المشروع للمؤمن
والمشروع للمؤمن أن يقلل من الحلف، والأيمان ولو كان صادقا؛ لأن الإكثار منها قد يوقعه في الكذب.
اقرا ايضا:
حكم تأخير الصلاة عن وقتها (فيديو)
ومعلوم أن الكذب حرام، وإذا كان مع اليمين صار أشد تحريما، لكن لو دعت الضرورة أو المصلحة الراجحة إلى الحلف الكاذب فلا حرج في ذلك؛ لما ثبت عن النبي ﷺ من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال: ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا أو ينمي خيرًا قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها رواه مسلم في الصحيح.
الصلح بين الناس
فإذا قال في إصلاح بين الناس: والله إن أصحابك يحبون الصلح ويحبون أن تتفق الكلمة، ويريدون كذا وكذا، ثم أتى الآخرين وقال لهم مثل ذلك، ومقصده الخير والإصلاح فلا بأس بذلك للحديث المذكور.
وهكذا لو رأى إنسانا يريد أن يقتل شخصا ظلما أو يظلمه في شيء آخر، فقال له: والله إنه أخي، حتى يخلصه من هذا الظالم إذا كان يريد قتله بغير حق أو ضربه بغير حق، وهو يعلم أنه إذا قال: أخي، تركه احتراما له، وجب عليه مثل هذا لمصلحة تخليص أخيه من الظلم.
اقرا ايضا:
هل يجوز استفتاء الذكاء الاصطناعي في المسائل الدينية والشرعية؟
والمقصود: أن الأصل في الأيمان الكاذبة المنع والتحريم، إلا إذا ترتب عليها مصلحة كبرى أعظم من الكذب، كما في الثلاث المذكورة في الحديث السابق.
كذلك اتفق مع هذا الرأي الفقهي ما ورد في برنامج فتاوى على قناة الشارقة لأحد أئمة وعلماء الإمارات.
كفارة من حلف على شيء ولم يفعله
أما عن كفارة من حلف على شيء ولم يفعله فيبجيب الشيخ مصطفى العدوي بقوله: "إذا كان عقد اليمين فالكفارة كفارة يمين، إطعام عشرة مساكين من طعامك المتوسط، كل مسكين وجبة واحدة".
اقرا ايضا: