هل يجوز.. صلى الجمعة مرتين في نفس اليوم في مسجدين مختلفين؟

يتساءل البعض عن حكم صلاة الجمعة مرتين في يوم واحد، بمعنى أن الشخص صلى الجمعة في مسجد، وبعد مغادرته وأثناء ذهابه للمنزل سمع الخطبة في مسجد آخر فدخل واستمع للخطبة وكرر صلاة الجمعة في نفس اليوم وقبل عودته لمنزله فهل يجوز ذلك.

حكم صلاة الجمعة مرتين


حكم صلاة الجمعة مرتين:

وللإجابة على هذا السؤال نقول، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

اقرأ أيضا:

حكم قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة فقط (فيديو)

فينبغي العلم أولًا أن إعادة الفريضة من غير سبب شرعي لا يشرع, والفريضة لا تصلى إلا مرة واحدة، إلا إذا وُجد موجب يقتضي إعادتها, وقد روى أحمد والنسائي وأبو داود - واللفظ له - عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ قَالَ: أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ عَلَى الْبَلَاطِ وَهُمْ يُصَلُّونَ, فَقُلْتُ: أَلَا تُصَلِّي مَعَهُمْ؟ قَالَ: قَدْ صَلَّيْتُ, إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُصَلُّوا صَلَاةً فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ. ولفظ النسائي: لَا تُعَادُ الصَّلَاةُ فِي يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ.

اقرا ايضا:

هل يشترط الوضوء والطهارة لـ سجود الشكر؟ (فيديو)

وفي هذا السياق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في الفتاوى الكبرى عن إعادة الصلاة المفروضة من غير سبب: أَمَّا حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ فَهُوَ فِي الْإِعَادَةِ مُطْلَقًا مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ, وَلَا رَيْبَ أَنَّ هَذَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ, وَأَنَّهُ يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقْصِدَ إعَادَةَ الصَّلَاةِ مِنْ غَيْرِ سَبَبٍ يَقْتَضِي الْإِعَادَةَ؛ إذْ لَوْ كَانَ مَشْرُوعًا لِلصَّلَاةِ الشَّرْعِيَّةِ عَدَدٌ مُعَيَّنٌ كَانَ يُمْكِنُ الْإِنْسَانَ أَنْ يُصَلِّيَ الظُّهْرَ مَرَّاتٍ, وَالْعَصْرَ مَرَّاتٍ, وَنَحْوَ ذَلِكَ, وَمِثْلُ هَذَا لَا رَيْبَ فِي كَرَاهَتِهِ, وَأَمَّا حَدِيثُ ابْنِ الْأَسْوَدِ: فَهُوَ إعَادَةٌ مُقَيَّدَةٌ بِسَبَبِ اقْتَضَى الْإِعَادَةَ.

تكرار الصلاة بنية النافلة

وَهُوَ قَوْلُهُ: {إذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا, ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ} فَسَبَبُ الْإِعَادَةِ هُنَا حُضُورُ الْجَمَاعَةِ الرَّاتِبَةِ, وَيُسْتَحَبُّ لِمَنْ صَلَّى ثُمَّ حَضَرَ جَمَاعَةً رَاتِبَةً أَنْ يُصَلِّيَ مَعَهُمْ. اهــ

ولكن يرى بعض الفقهاء جواز الصلاة الثانية بنية النافلة، وليس بنية صلاة الجمعة، لما صح عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أنه كان يصلي العشاء مع النبي صلى الله عليه وسلم, ثم يعود إلى قومه فيصلي بهم العشاء إمامًا.

اقرأ ايضا:

من كنوز القرآن.. سورة الفاتحة فضائلها وأسمائها وخصائصها

أحدث أقدم