يؤكد الأطباء، أن درجات الحرارة تؤثر بشكل كبير على صحة كبار السن، مما يجعلهم أكثر عرضة للمخاطر الصحية المرتبطة بالحرارة، سواء كانت مرتفعة جدًا أو منخفضة جدًا.
وهذا التأثير الضار لارتفاع درجات الحرارة يرجع إلى عدة عوامل فسيولوجية ومرضية، أهمها:
تأثير الحرارة على كبار السن
أولاً: تأثير درجات الحرارة المرتفعة (موجات الحر):
كبار السن أكثر عرضة للإصابة بأمراض الحرارة مثل الإجهاد الحراري وضربة الشمس، وذلك للأسباب التالية:
- ضعف قدرة الجسم على تنظيم الحرارة: مع التقدم في العمر، تقل كفاءة الغدد العرقية في إفراز العرق، مما يقلل من قدرة الجسم على تبريد نفسه بفعالية. كما يتأثر مركز تنظيم الحرارة في الدماغ.
- الجفاف: تقل لدى كبار السن الإحساس بالعطش، مما يجعلهم لا يشربون كميات كافية من السوائل، ويزيد من خطر الجفاف، الذي يؤثر بدوره على قدرة الجسم على التبريد.
اقرا ايضا:
دراسة: فيتامين شائع يُبطئ شيخوخة الخلايا
- الأمراض المزمنة: يعاني العديد من كبار السن من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب، السكري، أمراض الكلى، وارتفاع ضغط الدم. هذه الأمراض تجعل الجسم أقل قدرة على التعامل مع الإجهاد الحراري، وقد تتفاقم أعراضها بسبب الحرارة الشديدة.
- الأدوية: بعض الأدوية التي يتناولها كبار السن (مثل مدرات البول، بعض أدوية القلب وضغط الدم، مضادات الاكتئاب، ومضادات الهيستامين) قد تزيد من خطر الجفاف أو تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة.
- الخرف والزهايمر: قد لا يدرك المصابون بالخرف أو الزهايمر أنهم يشعرون بالحر أو بحاجة إلى شرب الماء.
المخاطر والأعراض المرتبطة بالحرارة المرتفعة:
- الجفاف: الشعور بالعطش الشديد، جفاف الفم والجلد، نقص في التبول، لون البول الداكن، دوخة، ضعف.
- تشنجات الحرارة: تشنجات عضلية مؤلمة، خاصة في الساقين والبطن، نتيجة اختلال توازن الشوارد بسبب التعرق المفرط.
- الإنهاك الحراري: حالة أكثر خطورة تتميز بالتعرق الغزير، ضعف، دوخة، غثيان، صداع، تسارع في ضربات القلب، انخفاض ضغط الدم عند الوقوف، وبرودة ورطوبة الجلد. إذا لم يتم علاجه، يمكن أن يتطور إلى ضربة شمس.
اقرا ايضا:
8 عادات لشحن بطارية الهاتف توفر الطاقة لساعات أطول
ضربة الشمس: أخطر أمراض الحرارة، وهي حالة طبية طارئة تهدد الحياة. تشمل أعراضها ارتفاع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية أو أكثر، ارتباك، فقدان الوعي، تشنجات، وصعوبة في المشي أو الكلام. قد تؤدي إلى تلف دائم في الأعضاء أو الوفاة إذا لم تعالج فوراً.
تأثيرات على الأمراض المزمنة:
أمراض القلب: تزيد الحرارة من إجهاد القلب، مما يزيد من خطر النوبات القلبية أو تفاقم قصور القلب.
السكري: تؤثر الحرارة على التحكم في نسبة السكر في الدم، وتجعل إدارة الحالة أكثر صعوبة.
أمراض الكلى: يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد إلى تلف الكلى، خاصة لدى من يعانون من مشاكل سابقة في الكلى.
تسريع الشيخوخة البيولوجية: تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن التعرض المستمر لدرجات الحرارة المرتفعة قد يسرع الشيخوخة البيولوجية على المستوى الخلوي، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مرتبطة بالشيخوخة مثل أمراض القلب والزهايمر.
ثانياً: تأثير درجات الحرارة المنخفضة (موجات البرد):
على الرغم من أن السؤال ركز على درجات الحرارة بشكل عام، إلا أن البرد الشديد يشكل أيضاً خطراً على كبار السن:
انخفاض حرارة الجسم (Hypothermia): قد يفقد كبار السن حرارة الجسم بسرعة أكبر ولا يدركون ذلك بسهولة، مما يؤدي إلى انخفاض درجة حرارة الجسم الأساسية بشكل خطير.
اقرا ايضا:
ماذا تعرف عن فوائد حليب النوق.. هل يمنع الربو التحسسي؟
تفاقم أمراض الجهاز التنفسي: يمكن أن يؤدي الطقس البارد إلى تفاقم أمراض مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية.
مشاكل القلب والأوعية الدموية: يزيد البرد من ضغط الدم ويزيد من خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
السقوط: الأسطح الزلقة والجليد في الطقس البارد تزيد من خطر السقوط، والذي يمكن أن يؤدي إلى كسور خطيرة لكبار السن.
نصائح مهمة للوقاية:
الترطيب: شرب كميات كافية من الماء والسوائل حتى لو لم يشعروا بالعطش، وتجنب الكحول والكافيين.
البقاء في أماكن باردة: قضاء الوقت في أماكن مكيفة الهواء، أو استخدام المراوح (مع الانتباه إلى أنها قد لا تكون كافية في الحرارة الشديدة جداً).
الملابس المناسبة: ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة وذات ألوان فاتحة في الحرارة، وملابس دافئة ومتعددة الطبقات في البرد.
تجنب الخروج: عدم الخروج خلال ساعات الذروة الحرارية (عادة بين 10 صباحاً و 4 مساءً)، وتجنب الأنشطة البدنية المجهدة في الطقس الحار.
الاستحمام: أخذ حمامات باردة في الصيف أو دافئة في الشتاء للمساعدة في تنظيم درجة حرارة الجسم.
مراجعة الأدوية: استشارة الطبيب حول الأدوية التي يتناولونها وتأثيرها على استجابة الجسم لدرجات الحرارة القصوى.
التحقق من كبار السن: على الأقارب والجيران والأصدقاء التحقق من كبار السن بانتظام للتأكد من سلامتهم، خاصة خلال موجات الحر أو البرد الشديد.
المساحات الخضراء: على مستوى المدن، يمكن أن يساعد تعزيز المساحات الخضراء وزيادة عدد الأشجار وتصميم المدن بطرق توفر الظل في تقليل تأثير الحرارة.
بشكل عام، يحتاج كبار السن إلى رعاية واهتمام خاص خلال فترات التقلبات الجوية الحادة، ويجب الانتباه لأي علامات تدل على الإجهاد الحراري أو البرودة الشديدة وطلب العناية الطبية الفورية عند الضرورة.
اقرا ايضا: