يعاني الكثير من الشباب حول العالم من الاكتئاب، مع وتيرة الحياة السريعة والتطور المذهل في مواقع التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي، حتى بات الشاب غير قادر على ملاحقة تطورات الحياة المتسارعة من حوله، مما يتسبب لهم في حالة من الانطواء والاكتئاب التي تحتاج لعلاج سريع وتوجيه صحيح للخروج من هذه الحالة والاندماج في الحياة.
ويوضح الخبراء أن أحد أهم اسباب الاكتئاب هو انزواء الشباب في مقتبل العمر مع هواتفهم والانعزال عن العالم الحقيقي، إلى العالم الافتراضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يفقد الشباب مهارات التواصل مع الآخر والعالم الخارجي، ولذلك سنتطرق في هذا التقرير أهم الحلول والعلاجات للخروج من حالة الاكتئاب إلى الاندماج والتفاعل مع المجتمع.
الاكتئاب حالة خطيرة
والاكتئاب حالة صحية نفسية خطيرة تتطلب اهتمامًا وعلاجًا مناسبًا. لا يوجد "علاج واحد" للاكتئاب يناسب الجميع، بل يعتمد العلاج الفعال على شدة الاكتئاب ونوعه والعوامل الفردية. بشكل عام، يتضمن علاج الاكتئاب مزيجًا من العلاج النفسي وتغييرات في نمط الحياة.
اقرا ايضا:
بعد سن الثلاثين.. أطعمة تحسن الذاكرة وقوة التركيز
2. العلاج النفسي (العلاج بالكلام):
يعتبر العلاج النفسي فعالًا للغاية، خاصة عند دمجه مع الأدوية. وهو يساعد على فهم أنماط التفكير والسلوكيات السلبية وتغييرها، وتطوير مهارات التأقلم. أنواع العلاج النفسي الشائعة:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز على تحديد وتغيير الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تؤثر على المزاج. يساعد على تعلم مهارات لمواجهة تحديات الحياة بإيجابية. يمكن للمريض تطبيق مبادئه بنفسه بعد تعلمها.
العلاج النفسي التفاعلي (IPT): يركز على مشاكل العلاقات الشخصية التي قد تساهم في الاكتئاب.
العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يساعد في بناء استراتيجيات القبول ومهارات حل المشكلات، ومفيد في حالات الأفكار الانتحارية أو إيذاء النفس.
العلاج بالقبول والالتزام (ACT): شكل من أشكال العلاج السلوكي المعرفي، يساعد على الانخراط في سلوكيات إيجابية حتى مع وجود أفكار ومشاعر سلبية.
العلاج الأسري أو علاج المشكلات الزوجية: يتضمن أفراد العائلة أو الزوج/الزوجة للمساعدة في حل ضغوط العلاقات التي قد تؤثر على الاكتئاب.
3. العلاجات البديلة والمنزلية وتغييرات نمط الحياة:
يمكن أن تكون هذه الطرق مساعدة كبيرة، خاصة في حالات الاكتئاب الخفيف، أو كجزء داعم للعلاج الطبي:
- ممارسة النشاط البدني بانتظام: تساعد على تحسين المزاج وتخفيف التوتر.
- قضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء وتجنب العزلة: الدعم الاجتماعي مهم جدًا.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ وخلق روتين مريح قبل النوم.
- التغذية الصحية المتوازنة: بعض الأطعمة قد تؤثر على المزاج.
- تعلم تقنيات الاسترخاء والتعامل مع الضغوط: مثل التأمل، اليوجا، تمارين التنفس العميق.
- التعرض لأشعة الشمس: يساعد على تنظيم المزاج.
- تجنب اتخاذ القرارات المهمة أثناء فترة الاكتئاب الشديد.
- تبسيط المهام اليومية ووضع أهداف قابلة للتحقيق.
- القراءة والتعلم عن الاكتئاب: يساعد على فهم الحالة والتعامل معها.
- التدوين والكتابة: لتفريغ المشاعر.
- المكملات الغذائية: مثل أحماض أوميغا 3 الدهنية، وعشبة العرن المثقوب (سانت جونز وورت) ولكن يجب استشارة الطبيب لأنها قد تتفاعل مع بعض الأدوية.
- تجنب الفراغ والعزلة: تعرف على الأصدقاء، ممارسة المشي والتأمل، قراءة القرآن، الصلاة في المسجد، سماع قصص الصالحين والأخيار، مساعدة الآخرين، صلة الرحم وزيارة الأقارب كلها أنشطة يومية لا تسمع للشاب بالعزلة والانطواء وتتيح له الاندماج الفاعل مع المجتمع.
اقرا ايضا:
عادات تحسن المزاج والصحة النفسية.. سعادة تدوم لأيام
نصائح مهمة:
طلب المساعدة المهنية: من الضروري استشارة طبيب نفسي أو أخصائي صحة نفسية لتشخيص الاكتئاب ووضع خطة علاج مناسبة.
الصبر والاستمرارية: علاج الاكتئاب قد يستغرق وقتًا، ومن المهم الالتزام بالخطة العلاجية وعدم التوقف عن الأدوية فجأة دون استشارة الطبيب لتجنب الأعراض الانسحابية.
الدعم: طلب الدعم من العائلة والأصدقاء أو الانضمام إلى مجموعات الدعم يمكن أن يكون له تأثير إيجابي.
تذكر أن الاكتئاب قابل للعلاج، وكلما بدأ العلاج مبكرًا زادت فعاليته.
1. العلاج الدوائي (مضادات الاكتئاب):
العلاج الدواوئي هو آخر مرحلة يمكن اللجوء إليها، ولا ننصح بها، إلا في حالة الضرورة القصوى، باعتبار ان الاكتئاب حالة سلوكية يمكن الخروج منها بالتفاعل والاندماج تدريجيا مع المجتمع، والتواصل الفعال والإيجابي مع الآخرين.
أما عن العلاج الدوائي للاكتئبا، فتستخدم مضادات الاكتئاب لمساعدة الدماغ على تنظيم المواد الكيميائية (الناقلات العصبية) التي تؤثر على المزاج. تستغرق عادةً عدة أسابيع (2-4 أسابيع) ليبدأ مفعولها الكامل، وقد تحتاج إلى الاستمرار في تناولها لفترة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا أو أكثر في بعض الحالات.
اقرا ايضا:
تحذير.. مسكنات متداولة للألم قد تسبب النوبات القلبية
أنواع مضادات الاكتئاب الشائعة تشمل:
مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs): هي الأكثر شيوعًا وتعتبر آمنة نسبيًا. أمثلة: فلوكسيتين (بروزاك)، باروكسيتين، سيرترالين (زولوفت)، سيتالوبرام، إسيتالوبرام.
مثبطات استرداد السيروتونين والنورإيبينيفرين (SNRIs): أمثلة: دولوكسيتين، فينلافاكسين.
مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (TCAs): أقدم وغالبًا ما تستخدم للحالات الشديدة أو المقاومة للعلاج، ولها آثار جانبية أكثر. أمثلة: أميتريبتيلين، إيميبرامين.
مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs): تستخدم كخيار أخير بسبب تفاعلاتها المحتملة مع أطعمة وأدوية معينة.
مضادات الاكتئاب غير النمطية: مثل فورتايؤكسيتين (برينتيليكس) الذي يعتبر من الأدوية الحديثة، والترازودون والفيلازيدون.
الكيتامين والإسكيتامين: يستخدمان بجرعات منخفضة للحالات المقاومة للعلاج، ويعطى الإسكيتامين كرذاذ أنفي.
الآثار الجانبية للأدوية: قد تسبب مضادات الاكتئاب آثارًا جانبية في البداية مثل الغثيان، النعاس، الأرق، الإمساك، جفاف الفم، تغيرات في الوزن، ومشاكل جنسية. غالبًا ما تتحسن هذه الآثار الجانبية مع الوقت.