حالة من الهلع يعيشها سكان مقاطعة غوانغدونغ في جنوب الصين، وذلك بعد تسجيل أكثر من 8.000 إصابة بفيروس "تشيكونغونيا" خلال شهر واحد، في أكبر تفشٍ للمرض تشهده البلاد منذ بدء رصده عالمياً.
ويوضح الأطباء، ان الفيروس الذي ينتقل عبر لسعات بعوض "الزاعجة" يسبب ارتفاعاً حاداً في درجة الحرارة قد يصل إلى 40 درجة مئوية، مع آلام مبرحة في المفاصل وطفح جلدي في بعض الحالات، وقد تستمر الأعراض لأسابيع أو أشهر لدى بعض المصابين.
فيروس خطير يضرب الصين
ونقلت وسائل إعلام محلية، أن "تشيكونغونيا" اسم مأخوذ من لغة الكيماكوندي في تنزانيا، حيث اكتُشف الفيروس لأول مرة عام 1952، ويعني "الذي ينحني"، في إشارة إلى الوضعية التي يتخذها المريض نتيجة الألم الشديد.
وعلى الرغم من أن المرض نادراً ما يكون قاتلاً، فإنه يشكل خطراً على الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة أو ضعف المناعة
اقرا ايضا:
أي أعضاء الجسم يصاب بالشيخوخة أسرع؟
في سياق متصل، أثارت واقعة في مدينة جانجيانغ جدلاً واسعاً بعد أن اقتحم فريق يضم شرطياً منزل أسرة في منتصف الليل، ودخل غرفة طفلين لأخذ عينات دم منهما دون حضور والدتهما التي كانت تعمل في نوبة ليلية.
حملة واسعة للتنظيف والوقاية
وأوضحت السلطات المحلية في الصين، أن الصيدلية التي قصدها أحد الطفلين بسبب الحمى أبلغت الجهات الصحية، ما استدعى التحرك الفوري، فيما أثارت الحادثة موجة انتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تجاوزت المتابعة 90 مليون مشاهدة على منصة "ويبو".
وأطلقت الحكومة المحلية حملة واسعة تشمل تنظيف الأحياء من أماكن تجمع المياه، وإطلاق طائرات مسيّرة لرش المبيدات، وحث السكان على التخلص من أي أوعية مكشوفة، مع توفير الناموسيات والمواد الطاردة للبعوض، كما فُرض على الصيدليات الإبلاغ عن أي مبيعات لأدوية خافضة للحرارة، بهدف اكتشاف الحالات المشتبه بها مبكراً.
عدد من خبراء الصحة أشاروا إلى أن بعض التدابير المتخذة تذكر بالقيود الصارمة التي رافقت جائحة كوفيد-19، حيث يتم رصد حركة المواطنين بدقة وتطبيق العزل الإجباري للمصابين.
غياب المناعة المجتمعية
ويبرر المسؤولون ذلك بغياب المناعة المجتمعية ضد المرض في الصين، وسهولة انتقاله عبر البعوض من شخص مصاب إلى آخر.
الجدير بالذكر أنه لا يوجد دواء مخصص لعلاج "تشيكونغونيا"، ويعتمد المصابون على الراحة والترطيب ومسكنات الألم.
اقرا ايضا:
العلاقة بين تغير نمط الحياة والوقاية من الزهايمر
ورغم توفر لقاحين مرخّصين عالمياً، فإنهما غير متاحين في الصين، وتوصي منظمة الصحة العالمية باستخدامهما فقط للفئات المعرضة لخطر مرتفع، مثل المسافرين للمناطق الموبوءة أو العاملين في المختبرات.
ما هو فيروس تشيكونغونيا
فيروس شيكونغونيا هو فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق لدغات أنواع معينة من البعوض، أبرزها بعوضة "الزاعجة" (Aedes). اكتُشف الفيروس لأول مرة في تنزانيا عام 1952، واسمه مشتق من لغة محلية تعني "أن يصبح الشيء ملتوياً" أو "المشي منحنيًا"، في إشارة إلى الوضعية التي يتخذها المصاب بسبب آلام المفاصل الشديدة.
أعراض فيروس شيكونغونيا
عادةً ما تظهر الأعراض بعد 3 إلى 7 أيام من لدغة البعوضة المصابة، وتشمل:
- حمى مفاجئة وشديدة تصل إلى 39 درجة مئوية أو أكثر.
- آلام شديدة في المفاصل، وتعتبر السمة المميزة للمرض. قد يستمر هذا الألم لأشهر أو حتى لسنوات في بعض الحالات.
- آلام عضلية شديدة وصداع.
- غثيان وتعب عام.
- طفح جلدي يظهر على الجسم والأطراف.
- تورم المفاصل.
على الرغم من أن الفيروس نادرًا ما يكون مميتًا، إلا أن الأعراض قد تكون حادة، خاصة لدى كبار السن، والرضع، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
كيف ينتقل الفيروس؟
لدغات البعوض: الطريقة الرئيسية لانتقال الفيروس هي عبر لدغات البعوض المصاب.
لا ينتقل من شخص لآخر: الفيروس لا ينتقل بشكل مباشر من شخص لآخر عبر الهواء أو اللمس. البعوضة هي حلقة الوصل الوحيدة، حيث تلدغ شخصًا مصابًا وتلتقط الفيروس، ثم تنقله إلى شخص آخر سليم عندما تلدغه.
انتقال نادر: هناك حالات نادرة لانتقال الفيروس من الأم المصابة إلى طفلها أثناء الولادة.
اقرا ايضا:
8 مشروبات صباحية تُوازن سكر الدم بطريقة آمنة
العلاج والوقاية
لا يوجد علاج محدد: لا يوجد حتى الآن علاج نوعي مضاد للفيروس.
علاج الأعراض: يقتصر العلاج على التخفيف من الأعراض، وذلك بالراحة، وشرب السوائل بكثرة لمنع الجفاف، واستخدام مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول (أسيتامينوفين).
- الوقاية هي الحل الأفضل: نظرًا لعدم وجود علاج محدد، فإن الوقاية هي أهم خطوة. وتشمل:
- تجنب لدغات البعوض باستخدام طارد الحشرات.
- ارتداء ملابس طويلة تغطي الجسم.
- التخلص من أماكن تجمع المياه الراكدة حول المنزل، حيث تتكاثر البعوض.
- استخدام الناموسيات على النوافذ والأسِرَّة.