ابنتي عنيدة جدا ولا تسمع كلامي .. ماذا أفعل؟

تشكو القارئة "س س ع"، من عناد ابنتها، وعدم سماعها للكلام، وجدالها في كل كبيرة وصغيرة، مما يتسبب في بعض الأحيان في ارتفاع الضغط لدى أمها وإصابتها بحالة من الضيق والإعياء.

طريقة التعامل مع الطفل العنيد

وقالت القارئة، في رسالتها لصحيفة "وظيفة 24"، عبر صفحة "نبض القراء": "ابنتي في الصف الأول الإعدادي، ولا تسمع كلامي في كثير من الأحيان، وفي كثير من الأحيان أتحاشى الجدال معها، بسبب هذا العند، وبسبب هذا العند والجدال على كل كبيرة وصغيرة أصاب في أحيان كثيرة بارتفاع في ضغط الدم.. فماذا أفعل؟ خاصة أنني جربت معها الكثير من الطرق والعقاب أيضا؟ 

ويمكن لقراء الصحيفة الكرام، التواصل مع صفحة "نبض القراء" من خلال الرابط التالي "اضغط هنا".

طريقة التعامل مع الطفل العنيد

ويجيب على هذه الرسالة، الأستاذ أحمد عبدالظاهر، المؤسس والمشرف على صحفية "وظيفة 24"، حيث أكد أن الطفل العنيد يحتاج لأسلوب وطريقة خاصة في التعامل تختلف عن معاملة إخوته، إذا كانوا يتعاملون بطريقة مختلفة ويسمعون الكلام، وفي هذه الحالة لا يجب المقارنة هنا بين الطفل العنيد وبين إخوته حتى لا تظهر مشكلة جديدة وهي الغيرة بين الأبناء.

احذر من المقارنة بين الأبناء

فكثيرا ما تخطئ الأم وتقول للطفل العنيد، إن إخوتك أو أخواتك أفضل منك لأنهم يسمعون الكلام وأنت لا، وهذا خطأ كبير قد تقع فيه الأم أو الأب بدون قصد، وهو المقارنة بين الطفل وأخيه أو أخته.

ولكن علينا أن ندرك تماما أن لكل طفل شخصية مستقلة، وكيان مستقل، ويحتاج لطريقة خاصة في التعامل، والأفضل هنا عدم معاملة كل الأبناء والأطفال بنفس الطريقة، فلكل طفل مفتاح للتعامل.

أفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد

وأفضل طريقة للتعامل مع الطفل العنيد، هو اللين والهدوء التام، وعدم الاستسلام لهذا العند، والوصول لدرجة من الغضب قد تخرج الأب أو الأم عن طورهما، ووصولهما لدرجة من العصبية وارتفاع الضغط، وغيرها من الأضرار النفسية والصحية التي يمكن تفاديها وتلافيها بالحكمة وبعض اللين، والتأكد واليقين تماما أن كل موقف سيمر بكل حال من الأحوال، ولذلك من الأفضل أن يمر هذا الموقف أو كل موقف مع الطفل العنيد بكل هدوء ولين ورفق، وستجد بإذن الله طريقة تحول لم تتوقعها في شخصية الطفل العنيد.

وليس معنى اللين والرفق والهدوء، أن يستسلم الأب أو الأم لعناد الطفل، فهذا ليس حلا، بل قد يفاقم المشكلة، ولكن المقصود بحالة الرفق واللين هنا، هو جذب الطفل لمساحة أخرى من الحوار، يمكن من خلالها إقناعه بما نريد بكل ود وحب وبدون عصبية أو توتر تؤثر على نفسية أفراد الأسرة كبيرها وصغيرها.

استخدام أسلوب العقاب بحكمة

كذلك يمكن استخدام اسلوب العقاب بحكمة في حالة رفض الطفل الانصياع لوالديه، فمثلا يمكن حرمان الطفل من الهاتف لساعات معدودة، إذا كان متعلقا بهاتفه، أو حرمانه من الحلوى التي يحبها أو من خروجه أو نزهة كان يريدها، وتوضيح أن هذا الإجراء بسبب عدم سماع الكلام أو بسبب العناد، وفي حالة سماع الكلام سيحصل الطفل على هاتفه وعلى الحلوى التي يحبها والخروج أيضا للتنزه كمكافأة على سماعه الكلام.

ونوضح هنا أن الحكمة في استخدام اسلوب العقاب، تستدعي عدم المبالغة في العقاب، بمعنى إذا كانت حالة الطفل ستسوء أو تتطور للأسوأ فيجب استبدال اسلوب العقاب بأساليب أخرى، مثل تقليل المصروف تجاهله وعدم مشاركته في الحديث لبعض الوقت، ليعرف أن ما يقوم به من عناد سيكون له نتائج ستنعكس سلبا عليه، وسيكون هو أيضا متضررا بسبب عدم سماعه للكلام وعناده.

تعامل مع الطفل كصديق

من أفضل الأمور الناجحة والتي ينصح بها الخبراء للتعامل مع جميع الأبناء لاسيما في سن المراهقة بعد ناهية المرحلة الابتدائية وبداية الاعدادي أو الثانوية، خاصة الطفل العنيد.

عليك أن تتعامل مع طفلك كصديق، تشاركه الآراء والأفكار، بل وتترك له مساحة للنقاش والحديث وإبداء وجهة نظره، ولماذا يصر الطفل على موقف معين، ومناقشته في هذا الأمر، فالصداقة بين الأب والأم وبين الأبناء من أفضل سبل حل المشكلات الأسرية، والوصول بسفينة الأسرة إلى بر الأمان.

طاعة الوالدين من طاعة الله

عليك أن تُعلِم طفلك أيضا أن طاعة والديه من طاعة الله سبحانه وتعالى حتى ينشأ الطفل على هذا المبدأ من الصغر، ومنذ نعومة أظفاره، قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء: 23)

استراتيجيات علم النفس للتعامل مع الطفل العنيد

كذلك يقدم خبراء علم النفس وعلم النفس الاجتماعي والأسري نصائح واستراتيجيات لـ التعامل مع الطفل العنيد نلخصها فيما يلي:

1. افهم سبب العناد

غالبًا ما يكون العناد وسيلة للطفل للتعبير عن احتياجاته أو رغبته في الاستقلالية. قد يكون عناده ناتجًا عن شعوره بعدم السيطرة، أو لفت انتباهك، أو لأنه يشعر بالإرهاق أو الجوع. حاول فهم السبب وراء سلوكه بدلًا من التعامل مع السلوك نفسه.

2. اترك للطفل مساحة للاختيار

بدلًا من أن تفرض عليه الأوامر، قدم له خيارات محدودة. على سبيل المثال، بدلًا من أن تقول له "البس هذا القميص"، قل "هل تفضل أن ترتدي القميص الأزرق أم الأصفر؟" هذا يجعله يشعر بالتحكم ويقلل من رغبته في المقاومة.

3. ضع قوانين واضحة ومحددة

اجعل القواعد المنزلية بسيطة وسهلة الفهم، واشرح له العواقب المترتبة على كسر هذه القواعد. يجب أن تكون هذه القواعد ثابتة وتطبق باستمرار من قبل جميع الأطراف المعنية (الأب، الأم، والمربين).

4. تحلَّ بالصبر والهدوء

عندما يبدأ الطفل في نوبة عناد، حاول أن تظل هادئًا. الصراخ أو الغضب قد يزيد الموقف سوءًا. انزل إلى مستواه، وتحدث معه بهدوء ووضوح.

5. امدح السلوك الإيجابي

عندما يتصرف طفلك بشكل جيد ويستجيب لتعليماتك، امدحه وشجعه. التعزيز الإيجابي يعزز لديه السلوكيات الجيدة ويدفعه لتكرارها.

6. استخدم التحويل أو التشتيت

إذا كان طفلك مصرًا على أمر ما، يمكنك تشتيت انتباهه بلعبة جديدة أو نشاط آخر. هذا الأسلوب فعال خاصة مع الأطفال الصغار.

7. امنحه وقتًا مستقطعًا

في بعض الأحيان، يحتاج الطفل إلى وقت لتهدئة نفسه. يمكن أن يكون "الوقت المستقطع" وسيلة فعالة. اجعله يجلس في مكان هادئ لبضع دقائق حتى يهدأ، ثم تحدث معه عن ما حدث بهدوء.

8. استمع إليه

استمع إلى ما يحاول طفلك قوله، حتى لو كان عناده غير منطقي بالنسبة لك. إظهارك أنك تستمع إليه يقوي علاقتك به ويجعله يشعر بالاحترام.

تذكر أن كل طفل مختلف عن الآخر، وقد تحتاج إلى تجربة أكثر من طريقة حتى تجد الأسلوب الأنسب لطفلك. الأهم هو بناء علاقة قوية من الحب والاحترام المتبادل.

وفي الختام نهمس في أذن كل أم وأب، بأن الطفل كيان مستقل، وليس كل الأبناء بنفس الشخصية، خاصة في ظل عالم الهواتف الذكية والسوشيال ميديا والتي أثرت كثيرا في شخصية الكبير والصغير في عالمنا اليوم.

ومن خلال انتهاج أسلوب الحكمة والهدوء واللين يمكن التعامل مع جميع الأبناء باختلاف شخصياتهم، بعد الاستعانة بالله والاحتساب والدعاء لهم دائما بالصلاح والاستقامة والنجاح والهداية بحول الله وقوته.

أحدث أقدم