هل الحليب يفاقم نزلات البرد.. دراسة تحسم الجدل

هناك اعتقاد شائع بين الأمهات والآباء ان تناول الحليب قد يفاقم من نزلات البرد خاصة لدى الأطفال، فيما تباينت آراء الخبراء، بشأن ما إذا كانت منتجات الألبان - وخاصةً تلك المصنوعة من حليب البقر - تزيد من احتقان الأنف، وذلك لعدم وجود دليل قاطع على ذلك.

الحليب ونزلات البرد والأطفال


ويوضح خبراء الصحة وأطباء الأطفال، أنه في حال إصابة  الطفل بنزلات البرد، ينتج الجسم مخاطاً إضافياً (البلغم) للمساعدة في التخلص من العدوى. وقد يسبب شرب الحليب كامل الدسم، وهو غذاء غني بالعناصر الغذائية، المخاط في الفم أكثر كثافة، لأن الممرات الفموية والأنفية متصلة، فقد يبدو أن طفلك أو رضيعك يزداد احتقاناً بعد شرب الحليب كامل الدسم، لكن هذا لا يعني أن الحليب نفسه يُنتج أي مخاط إضافي.

نتائج الدراسات بشأن الحليب والبرد

• لا توجد صلة. وفي إحدى الدراسات، قام الباحثون بقياس كمية المخاط التي أنتجها 60 مصاباً بنزلة برد على مدار 10 أيام، وطلبوا منهم تسجيل كمية الحليب التي شربوها. 

• لم يجدوا أي صلة بين كمية المخاط المُنتجة واستهلاك منتجات الألبان. ولم تجد دراسة أخرى أي صلة بين تناول أو شرب منتجات الألبان وأعراض الربو.

اقرا ايضا:

القليل من هذه المادة يحمي الدماغ من الزهايمر

• نوع الحليب. قام فريق بحثي بإعطاء 169 شخصاً بشكل عشوائي إما حليب البقر أو حليب الصويا، لكنهم أخفوا الطعم حتى لا يتمكنوا من تحديد نوع الحليب الذي يشربونه. 

وكان المشاركون الذين شربوا حليب الصويا على نفس القدر من احتمالية شعورهم بمزيد من المخاط في حلقهم بعد ذلك، تماماً مثل الذين شربوا حليب البقر.

الحليب وحالات العدوى

• لا تمتنع عن تناول منتجات الألبان لمجرد أن طفلك مريض. يحتوي الحليب على عناصر غذائية مهمة، مثل الكالسيوم وفيتامين د، التي يحتاجها الصغير للنمو. وقد يساعد الحليب على ترطيب جسم الطفل، وهو أمر مهم عندما يكون طفلكِ مريضًا.

• احرص على تدفئة الحليب إذا سعل طفلكِ بعد شربه. وانتبه، فاستنشاق الهواء البارد أثناء شرب الحليب البارد قد يُحفز السعال. 

• ينبغي تخفيف الاحتقان لدى الطفل بإجراءات أخرى غير الامتناع عن شرب الحليب. مثل: قطرات الأنف المالحة، وجهاز ترطيب الهواء الأطفال الذين يعانون من الزكام على التنفس بشكل أسهل. 

وقد يشعر الأطفال الصغار بتحسن عند النوم ورؤوسهم مرفوعة وتناول أطعمة باردة تُهدئ الحلق. وقد يتمكن الأطفال الأكبر سناً من الغرغرة.

فوائد الحليب للطفل

يُعتبر الحليب من أهم الأغذية للأطفال، فهو مصدر غني بالعناصر الغذائية الأساسية التي تدعم نموهم وتطورهم الصحي. تتعدد فوائد الحليب للطفل حسب عمره، لكنها تتركز بشكل عام في بناء جسمه وتقوية مناعته.

اقرا ايضا:

تحذير من فيروس شائع يسبب أحد أخطر السرطانات

بناء العظام والأسنان

يُعرف الحليب بأنه المصدر الأفضل للكالسيوم وفيتامين د، وهما عنصران حيويان لنمو وتطور الهيكل العظمي.

تقوية العظام: يساهم الكالسيوم في بناء العظام وزيادة كثافتها، مما يقي الطفل من مشاكل العظام في المستقبل.

صحة الأسنان: يساعد الكالسيوم والفسفور الموجودان في الحليب على تقوية مينا الأسنان وحمايتها.

دعم النمو البدني

يحتوي الحليب على مجموعة من العناصر الغذائية التي تساعد الطفل على النمو بشكل صحي.

نمو العضلات: الحليب مصدر ممتاز للبروتين عالي الجودة، الذي يعتبر اللبنة الأساسية لبناء العضلات والأنسجة في الجسم.

الطاقة والنشاط: يوفر الحليب الكربوهيدرات التي تمد جسم الطفل بالطاقة اللازمة للعب والتعلم والقيام بأنشطته اليومية.

التطور العقلي: تحتوي بعض أنواع الحليب، خاصة حليب الأطفال المدعم، على أحماض دهنية أساسية مثل DHA وARA، التي تدعم تطور الدماغ وتحسن القدرات المعرفية والبصرية.

تعزيز المناعة والصحة العامة

يساهم الحليب في حماية الطفل من الأمراض وتقوية جهاز المناعة لديه.

تقوية المناعة: يحتوي الحليب على فيتامينات مثل A وE والزنك، بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي تعزز مناعة الطفل وتقلل من خطر إصابته بالأمراض.

الوقاية من الأمراض: تشير بعض الدراسات إلى أن تناول منتجات الألبان يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.

اقرا ايضا:

العلاقة بين مشاهدة الأطفال للشاشات والإصابة بأمراض القلب

نصائح مهمة لصحة أفضل للطفل

نوع الحليب: بعد عمر السنة، يُعتبر الحليب كامل الدسم هو الأنسب للأطفال، حيث يحتوي على الدهون الضرورية لنمو الدماغ في هذه المرحلة. يمكن الانتقال إلى الحليب قليل الدسم بعد عمر السنتين.

الكمية المناسبة: الإفراط في شرب الحليب قد يؤدي إلى مشاكل صحية مثل فقر الدم أو نقص الحديد، حيث يمكن أن يقلل الحليب من امتصاص الحديد. لذلك، يجب التأكد من أن الطفل لا يعتمد على الحليب فقط كغذاء أساسي، وأن يتناول وجبات متنوعة وغنية بالحديد.

حساسية اللاكتوز: بعض الأطفال قد يعانون من حساسية تجاه البروتينات الموجودة في حليب الأبقار أو من عدم تحمل اللاكتوز، مما يسبب لهم مشاكل هضمية. في هذه الحالة، يجب استشارة الطبيب لتحديد النوع المناسب من الحليب أو بدائله.

فوائد الحليب للكبار

يعد الحليب غذاءً متكاملاً وغنيًا بالعناصر الغذائية الضرورية لصحة الكبار، لكن فوائده تختلف قليلاً عن فوائده للأطفال. فهو يلعب دوراً حيوياً في الوقاية من الأمراض المزمنة والحفاظ على الصحة العامة، خاصة مع التقدم في العمر.

1. صحة العظام والوقاية من الهشاشة

يُعتبر الحليب من أفضل مصادر الكالسيوم و فيتامين د، وهما عنصران أساسيان للحفاظ على كثافة العظام. مع تقدم العمر، تقل كثافة العظام بشكل طبيعي، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور. شرب الحليب بانتظام يمد الجسم بالاحتياجات اليومية من هذه العناصر، مما يساعد على تقوية العظام والأسنان.

اقرا ايضا:

10 عادات صحية للنوم.. لتعزيز صحة الأطفال

2. الوقاية من بعض الأمراض المزمنة

تشير العديد من الدراسات إلى أن استهلاك الحليب ومنتجات الألبان يمكن أن يساهم في الوقاية من عدة أمراض مزمنة:

أمراض القلب: بعض الدراسات وجدت أن منتجات الألبان، وخاصة قليلة الدسم، يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.

مرض السكري: الحليب يحتوي على نسبة منخفضة من السكريات الطبيعية، مما يجعله خياراً صحياً لمرضى السكري. كما أن تناوله بانتظام قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

ارتفاع ضغط الدم: يحتوي الحليب على البوتاسيوم، وهو معدن يساعد على تنظيم ضغط الدم.

3. دعم صحة العضلات والتحكم في الوزن

الحليب مصدر غني بالبروتين عالي الجودة الذي يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية.

بناء العضلات: يساعد البروتين على بناء الكتلة العضلية والحفاظ عليها، وهو أمر مهم بشكل خاص مع التقدم في السن لتجنب فقدان العضلات المرتبط بالعمر.

الشعور بالشبع: يساعد البروتين في الشعور بالشبع لفترة أطول، مما قد يساهم في التحكم بالشهية والوزن.

4. اختيار النوع المناسب من الحليب

وفي الختام، وعند اختيار نوع الحليب، يجب مراعاة الحالة الصحية لكل شخص كما يلي:

الحليب قليل الدسم أو خالي الدسم: يُعد الخيار الأفضل للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في القلب أو ارتفاع في الكوليسترول، حيث يحتوي على سعرات حرارية أقل ودهون مشبعة أقل.

الحليب كامل الدسم: يحتوي على كميات أكبر من أحماض الأوميغا 3 الدهنية وبعض مضادات الأكسدة. تشير بعض الدراسات إلى أن تناول منتجات الألبان كاملة الدسم قد يرتبط بانخفاض خطر الإصابة ببعض الأمراض.

للاستفادة القصوى من فوائد الحليب، يفضل تضمينه كجزء من نظام غذائي متوازن وغني بالخضروات والفواكه، مع استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية لتحديد الكمية المناسبة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة مثل أمراض الكلى.

اقرا ايضا:

تعرف على أفضل عصير طبيعي لتحسين صحة العين

أحدث أقدم