في أول موقف وصفه المراقبون بأنه موقف جاد بشأن العدوان الصهيوني على قطر، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمراً تنفيذياً يؤكد التزام الولايات المتحدة بضمان أمن وسيادة دولة قطر، مشيراً إلى العلاقة الوثيقة والتاريخية بين البلدين والتعاون العسكري والدبلوماسي المستمر.
أمر تنفيذي بشأن أمن دولة قطر
وأشار الأمر التنفيذي إلى أن الولايات المتحدة وقطر تربطهما مصالح مشتركة وعلاقات وثيقة بين قواتهما المسلحة، وأن قطر استضافت القوات الأمريكية ومكنت العمليات الأمنية الحيوية، ولعبت دوراً محورياً كوسيط لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم - وفق ما أصدره البيت الأبيض اليوم.
وأكد الأمر التنفيذي لترامب، أن السياسة الأمريكية تنص على أن أي اعتداء مسلح على قطر، سواء على أراضيها أو سيادتها أو بنيتها التحتية الحيوية، سيُعد تهديداً للأمن والسلام في الولايات المتحدة.
إجراءات قانونية ودوبلماسية واقتصادية
كما نص الأمر، على أن الولايات المتحدة ستتخذ جميع الإجراءات القانونية والملائمة دبلوماسية أو اقتصادية، وإذا لزم الأمر عسكرية لدعم مصالحها ومصالح قطر واستعادة السلام والاستقرار.
وأضاف أن وزير الدفاع بالتنسيق مع وزير الخارجية ومدير الاستخبارات الوطنية سيستمرون في التخطيط المشترك مع قطر لضمان استجابة سريعة ومنسقة لأي عدوان خارجي، فيما سيعمل وزير الخارجية على تعزيز هذه الضمانات مع قطر والتنسيق مع الحلفاء لضمان دعم متكامل.
غارات إسرائيلية وعدوان غادر على قطر
يذكر أن طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت في عصر يوم الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 على العاصمة القطرية الدوحة، غارات عنيفة، استهدفت بهذه الغارات منطقة كتارا التي يقع فيها المقر الذي يقيم فيه أعضاء وفد حركة حماس المفاوض في الدوحة.
وقد أطلقت إسرائيل على العملية اسم عملية قمة النار. ويُعدّ الهجوم الإسرائيلي هو الأول لإسرائيل في دولة عربية في الخليج العربي وثاني هجوم تتعرَّض له الأراضي القطرية خلال فترة وجيزة بعد الهجوم الإيراني على قطر في يونيو 2025.
وفي يوم 9 سبتمبر 2025، الساعة 3:46 مساءً عصرًا بالتوقيت المحلي سُمع دوي انفجارات عديدة في العاصمة القطرية الدوحة، أطلقت 15 طائرة مقاتلة تابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي 10 ذخائر على مجمع سكني بجوار محطة وقود "وقود" في شارع وادي الروضان في حي القطيفية بالدوحة، مستهدفة القيادة السياسية العليا لحماس. وكان هذا الهجوم أول ضربة مباشرة تشنها إسرائيل على إحدى الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي.
وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) ووسائل إعلام أخرى، من المرجح أن قادة حماس المستهدفين كانوا يجتمعون لصياغة ردهم على اقتراح صفقة الرهائن الأمريكية؛ وصرحت حماس بأنهم كانوا في الاجتماع.
وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن العديد من كبار مسؤولي حماس كانوا حاضرين في الاجتماع عندما وقعت الغارة الجوية، بما في ذلك خليل الحية وخالد مشعل ودرويش ومرزوق وجبارين.
وذكرت صحيفة الشرق الأوسط نقلاً عن مصادر في حماس، أن مكتب الحية تعرض للقصف أربع مرات، بينما كان مسؤولو حماس مجتمعين في المكتب السابق لإسماعيل هنية. سقط أحد الصواريخ التي أصابت مكتب هنية في الزاوية المقابلة من حيث كان يجلس المستهدفون، مما أدى إلى إصابة مسؤولين لم يتم الكشف عن هويتهما، أحدهما في حالة خطيرة.
وفقًا لوكالة شهاب للأنباء، تعرّض وفد حركة حماس التفاوضي للهجوم أثناء مناقشته الاقتراح الأمريكي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل، بحضور شخصيات بارزة في حماس، وهم: خليل الحية، ومحمد درويش، وموسى أبو مرزوق، وغازي حمد، وعزت الرشق ، وزاهر جبارين، وحسام بدران وطاهر النونو.
وظل مصير قادة حركة حماس غامضًا في الأيام التي تلت الهجوم ولم تتضح تفاصيل وضعهم بشكل نهائي، إلا أن السلطات القطرية أعلنت سقوط ستة قتلى في العملية، بينهم: همام خليل الحية، نجل رئيس المكتب السياسي للحركة خليل الحية، وجهاد لباد، مدير مكتبه.
ردود الفعل من دولة قطر
من جهتها، أدانت قطر الغارة الجوية ووصفتها بأنها هجوم إسرائيلي جبان وانتهاك للقانون الدولي والسيادة. ونفت وزارة الخارجية القطرية على لسان متحدثها ماجد الأنصاري ما يُتداول من تصريحات حول إبلاغ دولة قطر بالهجوم مسبقا، مؤكدة أن الاتصال الذي ورد من أحد المسؤولين الأمريكين جاء خلال سماع دوي الانفجارات وأضاف "الاتصال الذي ورد من أحد المسؤولين الأمريكين جاء خلال سماع دوي صوت الانفجارات الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي في الدوحة".
جاء رد الخارجية القطرية تعليقًا على تصريح المتحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت في وقت سابق عن إبلاغ الرئيس الأمريكي دونالد ترمب هذا الصباح بالضربة الإسرائيلية في قطر وأن الرئيس أكد لأمير دولة قطر تميم بن حمد بعدم تكرار الحادثة.
ذكرت المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني أن قطر ناشدت وبعثت رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الدولي للنظر إلى الهجوم الإسرائيلي باعتباره "حادثًا خطيرًا"، وذكرت في الرسالة ان الهجوم الإسرائيلي حادث خطير يتطلب اهتمامًا فوريًا وان إسرائيل هددت حياة المواطنين القطريين والمواطنين الأجانب على أراضيها وان الهجوم الإسرائيلي يقوّض الأمن الإقليمي ولن نسمح بأي أعمال تمسّ أمننا وسيادتنا ولن نتسامح مع سلوك إسرائيل العدواني.