العمل المكتبي، على الرغم من كونه جزءًا أساسيًا من الحياة المهنية للكثيرين، إلا أنه يحمل في طياته بعض الأضرار الصحية الجسدية والنفسية التي يجب الانتباه إليها.
وهذه الأضرار تنجم غالبًا عن الجلوس لفترات طويلة، الوضعيات الخاطئة، والتعرض المستمر للأجهزة الإلكترونية، بالإضافة إلى عوامل أخرى متعلقة ببيئة العمل.
الأضرار الجسدية
مشاكل الجهاز العضلي الهيكلي:
آلام الظهر والرقبة والكتفين: الجلوس لساعات طويلة بوضعية خاطئة يؤدي إلى إجهاد العضلات والمفاصل في هذه المناطق، مما يسبب آلامًا مزمنة. هذه الحالة تُعرف أحيانًا باسم "متلازمة المكتب".
اقرا ايضا:
في الصيف.. تأثير الحرارة على صحة كبار السن!
متلازمة النفق الرسغي: تحدث نتيجة الضغط المتكرر على العصب في الرسغ بسبب استخدام لوحة المفاتيح والفأرة بشكل مكثف وغير صحيح، مما يسبب الخدر والألم في اليد والأصابع.
إصبع الزناد والتهاب الأوتار: يمكن أن تنتج عن الحركات المتكررة والإفراط في استخدام الأيدي والمعصمين.
ضعف كثافة العظام: قلة النشاط البدني المرتبطة بالجلوس لفترات طويلة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة العظام بمرور الوقت.
مشاكل الدورة الدموية والأيض:
- تباطؤ الأيض وزيادة الوزن: الجلوس يقلل من حرق السعرات الحرارية ويؤثر على عملية التمثيل الغذائي، مما يزيد من خطر السمنة.
- اضطرابات الدورة الدموية: يتباطأ تدفق الدم في الأطراف السفلية، مما قد يؤدي إلى تورم الساقين وزيادة خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة.
- أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري: يرتبط الجلوس المطول بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع الكوليسترول، والسكري من النوع الثاني.
اقرا ايضا:
متى يختفي تأثير السكر داخل الجسم بعد تناوله
مشاكل العين:
إجهاد العين الرقمي (متلازمة رؤية الحاسوب): يحدث بسبب التركيز المطول على الشاشات، الإضاءة السيئة، والوهج، مما يسبب جفاف العين، حرقان، تعب، صداع، وصعوبة في التركيز.
اضطرابات في الرؤية: قد يؤدي التعرض المستمر للضوء الأزرق من الشاشات إلى مشاكل في الرؤية على المدى الطويل.
الأضرار النفسية والعقلية
- الإجهاد والتوتر: بيئة العمل المكتبي، خاصة مع متطلبات العمل العالية، قلة التحكم في المهام، وساعات العمل الطويلة، يمكن أن تؤدي إلى مستويات عالية من التوتر.
- الإرهاق الوظيفي (Burnout): الشعور بالإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي، وفقدان الحافز، والانفصال عن العمل نتيجة الضغوط المستمرة.
- مشاكل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات في المساء يمكن أن يثبط إفراز هرمون الميلاتونين (هرمون النوم)، مما يؤدي إلى اضطرابات في النوم.
- العزلة الاجتماعية: قلة التفاعل الاجتماعي المباشر في بعض بيئات العمل المكتبي قد تزيد من الشعور بالعزلة.
- ضعف التركيز وتدهور الأداء المعرفي: قضاء وقت طويل في وضعية سكون مع نشاط عقلي مكثف قد يؤثر على القدرة على التركيز ويضعف الإشارات الدماغية، مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة وبطء معالجة المعلومات.
أضرار أخرى
التعرض للجراثيم: أسطح المكاتب ولوحات المفاتيح يمكن أن تكون بيئات خصبة للبكتيريا إذا لم يتم تنظيفها بانتظام.
التأثيرات البيئية: الإضاءة السيئة، التهوية غير الكافية، والضوضاء المستمرة في المكتب يمكن أن تزيد من الإجهاد وتؤثر سلبًا على الصحة العامة.
اقرا ايضا:
عادات إيجابية تعزز صحة القلب والجسم
للتخفيف من هذه الأضرار، يُنصح بما يلي:
- الحركة المنتظمة: النهوض والمشي كل 30 دقيقة على الأقل.
- تعديل بيئة العمل (بيئة العمل المريحة): استخدام كرسي مريح يدعم الظهر، وشاشة على مستوى العين، ولوحة مفاتيح وفأرة مريحتين.
- ممارسة التمارين الرياضية: حتى التمارين الخفيفة أو تمارين الإطالة في المكتب.
- أخذ فترات راحة للعين: تطبيق قاعدة 20-20-20 (كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية).
- الحفاظ على نظافة بيئة العمل.