ورد إلى بريد صحيفة وظيفة 24، عبر صفحة نبض القراء، شكوى من القارئة "س، ع،أ"، تشكو فيها من بخل زوجها الشديد عليها وعلى أطفالها.
وتقول الزوجة في رسالتها: "اكتشفت هذه الصفة في زوجي بعد أشهر قليلة من الزواج، لا ينفق سوى في الضروريات فقط، رغم أنه ميسور الحال ولديه أموال في البنوك، ولكن رغم ذلك، لا يفكر أبدا في التوسعة علي وعلى أولادي، حتى من يراهم يظن أنهم من أسرة فقيرة بسبب تواضع مظرهم أمام الناس، مما اثر على نفسيتي وعلى صحتي.. ماذا أفعل بالله عليكم دلوني على الحل".
زوجة تشكو من زوجها البخيل
ونقول ردا على رسالة القارئة، ونوجه بداية هنا رسالة للزوج، أن البخل من أسوأ الصفات التي يمكن أن تكون في الإنسان، فكل الصفات والخصال في الإنسان قد نجد لها حلا، إلا صفة البخل فقد تحتاج إلى صبر طويل وحكمة شديدة وطول بال لتعديل هذه الصفة، وليس معنى ذلك، أنه لا يوجد حلول، بل إن الله قد يغير من حال إلى حال بين عشية وضحاها.
اقرا ايضا:
تشاجرت مع زوجتي وصفعتها في لحظة غضب فطلبت الطلاق.. ماذا أفعل؟
وننصح صاحبة هذه الرسالة بالصبر والاحتساب والدعاء إلى الله عزل وجل أن يصلح حال زوجها، ويعدل من هذه الصفة ويبدل حاله من البخل إلى الكرم، فلا يوجد أفضل من الدعاء في مثل هذه الحالة.
كذلك ننصح هذه الزوجة، أن توضح لزوجها بكل لين وعطف أنها تشعر بضيق في النفقات، وأن المال الذي يعطيه لها لا يكفي حاجتها وحاجة أطفاله الصغار، وأن ترقق قلبه من خلال استعطافه على اولاده.
كما ننصح الزوجة، إن استطاعت أن تبحث عن عمل مناسب لطبيعتها كامرأة، بالاتفاق مع زوجها، إذا كان لديها وقت فراغ وتستطيع أن تعمل، وتستطيع أن تنظم وقتها بين العمل وتربية الأبناء، ليكون لها ذمة مالية خالصة، تستطيع من خلالها ان تنفق على نفسها.
تحذير من صفة البخل
كذلك نحذر الزوج من صفة البخل فقد ذم الله البخل والبخلاء في كتابه الحكيم في قوله تعالى : {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (آل عمران: 180).
وفي الاحاديث أن أعظم النفقة تلك التي ينفقها الرجل على أهله وزوجته وعياله.
اقرا ايضا:
زوجة تشكو من رائحة زوجها المدخن.. ماذا تفعل؟
كذلك يقدم الخبراء بعض النصائح المهمة في هذه الحالة كما يلي:
كيف تتعامل الزوجة مع الزوج البخيل
هذا موقف صعب للغاية، والتعامل معه يتطلب الكثير من الحكمة والصبر. إليك بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع الزوج البخيل:
1. تحديد المشكلة وفهمها
قبل كل شيء، حاولي فهم طبيعة بخل زوجك. هل هو بخيل في كل شيء (المال، العاطفة، الوقت)؟ أم فقط في بعض الجوانب؟ هل بخلُه نابع من خوف من الفقر، أم من تربية معينة، أم أنه مجرد طبع فيه؟ فهم الأسباب سيساعدك على التعامل بشكل أفضل.
2. التواصل بهدوء وصراحة
اختاري الوقت المناسب: لا تتحدثي في هذا الموضوع أثناء نوبة غضب أو في منتصف أزمة مالية. اختاري وقتاً تكونان فيه هادئين ومسترخيين.
استخدمي "أنا" بدلاً من "أنت": بدلاً من أن تقولي "أنت بخيل جداً"، حاولي أن تقولي "أنا أشعر بالضيق عندما لا نستطيع شراء احتياجات المنزل الأساسية". هذا الأسلوب يجعل النقاش أقل اتهاماً وأكثر تركيزاً على مشاعرك.
كوني محددة: بدلاً من الحديث بشكل عام، اذكري أمثلة محددة. مثلاً: "أحتاج إلى مبلغ معين لشراء احتياجات الأطفال للمدرسة".
اقترحي حلولاً: لا تكتفي بذكر المشكلة، بل اقترحي حلولاً واقعية مثل وضع ميزانية شهرية أو تخصيص مبلغ معين للمصروفات الشخصية.
3. الإدارة المالية المشتركة
إنشاء ميزانية: يمكن أن يساعدكما وضع ميزانية مشتركة على فهم أين يذهب المال. يمكنكما أن تحددا معاً المصروفات الأساسية والترفيهية.
تقسيم المسؤوليات: إذا كان الزوج يرفض الإنفاق على بعض الأمور، يمكنكِ أن تتولى إدارة مصروفات معينة (مثل احتياجات الأطفال أو المنزل) إذا كان لديكِ مصدر دخل خاص.
اقرا ايضا:
ابنتي عنيدة جدا ولا تسمع كلامي .. ماذا أفعل؟
4. التعامل مع الجانب العاطفي
البخل العاطفي: إذا كان بخله يشمل العاطفة أيضاً، حاولي أن تملئي حياتكِ بالأنشطة التي تسعدكِ مع الأصدقاء والعائلة، ولا تعتمدي بشكل كامل على زوجكِ لتلبية احتياجاتكِ العاطفية.
التقدير: قد يكون الزوج البخيل حساساً للنقد، لذا حاولي تقدير أي مبادرة إيجابية يقوم بها، حتى لو كانت صغيرة. هذا قد يشجعه على تغيير سلوكه تدريجياً.
5. الاستعانة بمصادر خارجية
المساعدة المهنية: إذا فشلت كل المحاولات، قد يكون من المفيد استشارة مرشد أسري أو مستشار مالي. يمكن لطرف ثالث محايد أن يساعدكما على فتح قنوات الحوار وإيجاد حلول.
التحدث مع شخص موثوق: إذا كان هناك شخص يحترمه زوجكِ (مثل والدته أو صديق مقرب)، يمكن أن تطلبي منه التحدث معه بلطف حول هذا الموضوع.
تذكري أن التغيير لا يحدث بين ليلة وضحاها. كوني صبورة، وركزي على الحفاظ على سلامكِ النفسي. إذا كان بخل الزوج يؤثر بشكل كبير على حياتكِ وسلامة أطفالكِ، فقد يكون من الضروري إعادة التفكير في الحلول المتاحة.
اقرا ايضا: